الممثلة رندة كعدي : لست راضية عن وجودي الفني.. ولدينا براكين من الهموم والقلق!

 

حاورها:جهاد أيوب

ـــــــــــــــــــــــــــ

“أنا في خضم الحياة.. اصارع بايماني من أجل البقاء مستورة ولا احتاج غير الرحمن…أنا دائماً هنا مشرقة كإنسانة وكفنانة مضحية”.. بهذه الكلمات البسيطة والمعبّرة استهلت الفنانة اللبنانية القديرة رندة كعدي حوارها مع الصحافي والناقد جهاد أيوب.. مضيفة “انا ابحث عن ذاتي في الساحات، وأشعر أن الساحات تشتاقني، وما أصعب دورك إذا اشتقت إلى من تحب، ويشتاق إليك من يحبك، وهذه مقدرتك في الساحات”.

وعن اعمالها المنافسة قالت: دائماً أعمالي تنافس اعمالي، وأنا انافس ذاتي في كل عمل أقدمه…صدقني لست غاوية في أن انافس غيري لكوني أؤمن بأن التميز في أن تقدم ما أنت عليه لا ما يكون غيرك عليه…لا اشغل بالي بتقليد غيري.

وأضافت رنده كعدي: في الوسط الفني أعيش بين الأحبة حيث تجمعنا هموم الفن…الناس يروننا بصورة السعداء دائماً، والاثرياء ويعتقدون نحن الفنانون لا هموم لدينا…لدينا براكين من الهموم والقلق…الفن يقدمنا بصورة غير ما نحن عليه.

وتتابع: الإخلاص هويتي، والصداقة عنواني، ولا اعيش من دونهما، لقد جبلت بهذه النعمة، وسعيت بأن احافظ عليها.

وتواصل قائلة: أنا ابنة التواضع والقيم…أنا كما كنت طفلة، وما أنا عليه الآن طفلة أيضاً، لم اتغير، وزادت قناعتي بما أنا عليه مع تعلم من التجارب.

* هل أنت راضية عن وجودك الفني؟

– لست راضية عن وجودي الفني، طموحاتي كثيرة وكبيرة، وباستطاعتي أن اعطي أكثر مما أعطيت ومما يقدم لي فنياً…وهنا غصة!

* وهل أنت منسجمة مع مشوارك الشخصي والفني؟

– أحاول الانسجام مع مشواري الشخصي لأكمل الدرب الشاق في حياتي الفنية…المحاولة مضنية وشاقة وتتطلب الصبر والصمت…ربما إذا جلست منفردة افكر بأنني أنجز المستحيل، ودائماً في كل الأحوال سعيدة بما استطيع إنجازه هنا وهناك!

* هل تعيدين تجربتك لو بدأت من جديد؟

– أعيد تجربتي مع تغيير بعض من مبادئي كي لا أقع بنفس دوامة التواضع والتفاني…وكي احصد محصول اتعابي! الإنسان مهما كان وحقق يتمنى أن يحصد خير اتعابه، وأن لا تذهب جهوده إلى غبار أو إلى نتاتيف الحياة، وحياتنا ظالمة وقاسية وإن وقعت تتخطاك ولا تعيرك الإهتمام.

* هل أنت الأكذب في عالمك؟

– أنا الأحمق  وليس الأكذب…لا أحب الكذب، وعشت حياتي متصالحة مع الصدق، ومتخاصمة مع الكذب، ولكن وجدت أن الكذب أكثر انتشاراً وحضوراً، وأصحاب الكذب في كل المجالات يصلون، بينما أبناء الصدق يتعذبون والرياح تحاصرهم…قد أكون الأحمق!

وتتابع : انا حافظة لناموس الخطايا: لا أكذب، ولا أغدر، ولا أقتل، ولا أسرق. هكذا تربيت، وهكذا ربيت نفسي وأعيش.

وبرأي الفنانة القديرة انها علامة فارقة في الحياة والفن، فتؤكد : انا علامة فارقة في التواضع وبمنحي المحبة المجانية، لذا تجدني في كل مكان…صدقني لديّ الكثير من البوح والصراخ ووضع النقاط على حروف ذاتي وغيري…دعني فلن أبوح أكثر.. وعليه، فأنا أنا… احتضن الدنيا بكل تناقضاتها..لكن أتمنى لبناتي أن لا يكررن تجربتي في نكران الذات لمصلحة العمل وانجاحه…الأهل لا يحبون أن يمر أولادهم بمشوارهم المتعب، يقدمون النجاح والورود من دون الشوق وهذا أعيشه وامارسه.

* من صادقته وندمت على صداقته؟

– ليس لديّ صداقات، بل معارف كثر، ومن يفتعل الخطأ يصبح خارج دائرتي وبسرعة…الصديق المزعج يتعبك!

* من الذي صفعك ولا تسامحينه؟

– القيم التي تربيّت عليها تجعلني اسامح من صفعني…الصفعة هنا لها أكثر من معنى، واخطرها الغدر والخيانة .

* أخيراً من أنت؟

– أنا حبة الحنطة، لا تعطِ إلا ذاتها، ولا تأخذ إلا من ذاتها.

 

Comments (0)
Add Comment