بينهم جمال عبد الناصر وأنور السادات وريغان وترامب وزيلينسكي…

أشهر زعماء العالم عملوا بالسينما قبل ان يعتلوا كرسي الحكم

0 265

لم يكن زيلينسكي رئيس اوكرانيا ، أول فنان يعتلي كرسي الحكم ، فقبل مجيئه صعد فنانون عديدون ، في الغرب وفي عالمنا العربي أيضاً ، على كرسي الرئاسة .. إليكم التفاصيل.

لقد حقق فولوديمير زيلينسكي عام 2019 فوزا ساحقاً في الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا على الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو.. والطريف أن زيلينسكي قبل صعوده على كرسي الرئاسة كان يعمل في مجال التمثيل، ويُعدّ من أشهر نجوم الكوميديا في أوكرانيا، والأكثر طرافة هنا في قصة ذلك الفنان الذي أصبح رئيسا أنه قدم دورا في المسلسل الكوميدي “خادم الشعب” حيث جسد شخصية مدرّس تاريخ، قادته الصدفة ليصبح رئيسا للجمهورية، وهو الذي لم يكن لديه خبرة، ولا تاريخ سياسي معين، وبذلك يكون “زيلينسكي” قد حول المسلسل الكوميدي من مسلسل إلى واقع حقيقي وأصبح ممثلا حقيقيا للشعب والدولة على الساحة السياسية الدولية.

فولوديمير زيلينسكي ليس الرئيس الوحيد الذي مارس التمثيل قبل اعتلائه حكم دولة، لكن هناك نماذج كثيرة كانت لهم مواهب وتجارب في التمثيل في كل دول العالم وبدأوا في بلاتوهات السينما ومن على خشبات المسارح ثم قادتهم الصدفة أحياناً والإرادة أحياناً اخرى لتولي رئاسة الدول والشعوب، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قدم بعض الأدوار الهامشية ككومبارس في عدد كبير من الأفلام  والمسلسلات برغم كونه رجل أعمال ناجح، لكنه بدافع اكتساب الشهرة والترويج لتجارته شارك في بعض الأفلام والمسلسلات مثل الفيلم الأميركي الشهير “Home alone” في عام 1992 .. وتنوعت مشاركات “ترامب” السينمائية في مشاهد قصيرة لا تتعدى في أغلبها بضع ثوان من ضمنها دوره في الفيلم الكوميدي”Ghosts Can’t Do It”، في عام 1989، وحصل من خلاله على جائزة التوتة الذهبية “رازي” (التي تُمنح لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم سينمائي) كأسوأ ممثل في هذا العمل الفني، وفي العام ذاته، ظهر في إعلان تجاري عن لعبة من صناعته، وتحمل اسمه.

وقبل ترامب في الولايات المتحدة الأميركية كان الرئيس رونالد ريغان ممثلاً بأدوار مغمورة في السينما الأميركية قبل أن يحصل على فرصة الترشح إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية إذ نجح في الوصول إلى كرسي الرئاسة الأميركية.

ولو تركنا أميركا سنجد أن دولة الفلبين تولى فيها الرئاسة الممثل الفلبيني “جوزيف استرادا”  الذي اشتهر في أداء أدوار رئيسية في العديد من الأفلام والمسلسلات الفلبينية لمدة ثلاثين سنة، واستطاع من خلال شعبيته الفنية تحقيق انتصار خلال الانتخابات البلدية وبعدها نجح في أن يصبح رئيسا للبلاد، عام 1998.

ولو عدنا مرة أخرى لأميركا ولكن الجنوبية وليست الشمالية سنجد أن رئيس غوانتيمالي جيمي موراليس كان ممثلا تلفزيونيا لمدة عشرين سنة شارك في برامج، وأفلام كوميدية ساخرة واستطاع بفضل شعبيته الفنية الكبيرة تحقيق فوز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 25 أكتوبر 2016.

وكذلك في مصر أم الدنيا سنجد أن الرئيس جمال عبد الناصر مارس التمثيل على المسرح كما ذكر الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل عندما انضم لفريق المسرح بالمدرسة وقام بتمثيل مسرحية “يوليوس قيصر” لشكسبير، مع فريق المدرسة في حفل أقيم يوم 19يناير1935، في حضور وزير المعارف في ذلك الوقت، وجسد دور يوليوس قيصر نفسه، الذي لقى مصرعه بعد خيانة مجلس الشيوخ له.

كذلك الرئيس محمد أنور السادات مارس التمثيل حسبما ورد في كتاب إبراهيم عبد العزيز “رسائل أنيس منصور”، إذ صرح السادات لمنصور أنه فنان في أعماقه وجرب أن يمثل ويغني ويقرأ القرآن في شبابه، وهو لم ينكر ذلك بعد أن أصبح رئيسًا للجمهورية، وكان السادات ضمن فريق التمثيل في المدرسة، ويذكر أنيس منصور أنه في أحد الأيام جاء مذيع أميركي يدعى “جورداش” ليجري حوارًا مع السادات وفجأة قال له: “ما رأيك يا سيادة الرئيس لو أننا قمنا بتمثيلية معًا، أنا أقوم بدور السادات وأنت بدور مناحم بيجن، وأن يكون هذا التمثيل مرتجلًا؟  فتكلم “السادات” بلسان “بيجن” مهاجمًا السادات والعرب، ثم طلب أن يعود على نفسه ويرد على الكلام الذي قاله على لسان “بيجن”، وضحك “السادات” وهاجم “بيجن” بعنف، مؤكدًا لـ “بيجن” أن مثل هذا التفكير العتيق لن يحقق السلام بين إسرائيل والعرب.

ومع أنه لم يصبح ممثلًا، فإنه ظل أسيرًا لهوايته، حتى عندما احترف السياسة، وهذا رأي يجمع عليه الكثير من أنصاره وخصومه.. بل وباعترافه الشخصي.

لكن الأهم من ذلك كله هو ما أورده السادات نفسه في مقالٍ صحفي؛ إذ قال: “منذ فجر شبابي وأنا أحس بميلٍ شديد للفن والفنانين وخاصةً التمثيل، ولي في هذا المجال قصصٌ كثيرة” وأبرز هذه القصص كما يرويها السادات أنه انضم إلى فرقة تمثيلية في مدرسة “رقي المعارف” الثانوية في أوائل سنة 1936، وذلك بعد أن أدى الامتحان أمام المشرف، وكان ممثلًا محترفـًا، ويقول السادات إن هذا المشرف جاء بروايتين، إحداهما درامية والأخرى فكاهية، وإنه “أعطاني دورين أحدهما في الدراما وكان اسمي فيه “جيروم”، والآخر في الرواية الكوميدية وكنت أمثل فيها دور مأذونٍ اسمه “الشيخ عزيز”، وما زلت أحتفظ إلى اليوم “بالبروغرام” الذي طُبِع لهذه الحفلة وعليه صورتي”.

وقد إنقطعت ظاهرة الرؤساء والحكام الآتين الى كرسي الحكم من بلاتوهات الفن والتمثيل منذ تبوأ الرئيس الاوكراني سدة الرئاسة قبل خمس سنوات.. الى ان أشارت وسائل الاعلام أخيراً الى ان رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، التونسي الأصل “غبريال عتال” كان طفلا بعمر التسع سنوات حين بدأ يرغب في أن يصبح ممثلا، لتأثره ربما بأبيه المحامي اليهودي والمنتج السينمائي Yves Attal المولود في 1948 بباريس.. إلا أن رغبة رئيس الوزراء الفرنسي تغيرت فجأة بعد رحيل الأب في 2015 بعمر 66 عاما، فنشط بالعمل السياسي وأصبح رئيسا للوزراء…

غبريال عتال الذي جعله سنه البالغ 34 عاما، أصغر رئيس للوزراء بالتاريخ الفرنسي، كان طالبا في معهد العلوم السياسية، حين مثل بعمر 18 تقريبا، في فيلم La Belle Personne الكوميدي، أو “الشخصية الجميلة” بطولة الممثلة بأحد أفلام جيمس بوند، وهي الفرنسية Léa Seydoux الوارد بسيرتها أن شهرتها الفعلية بدأت مع ذلك الفيلم بالذات. والفيلم هو عن طلاب من الجنسين، أهمهم “جوني” البالغة 16 سنة، والتي تنتقل بعد وفاة والدتها للعيش مع عمتها وأبنائها، فتدخل إلى مدرسة واحد منهم وبصفه، وحين تعرّف إليها أصدقاؤه، ومنهم عتال، اهتموا بها سريعا لجمالها وفتنتها. حيث نرى الممثل “عتال” يضع يده بعد الثانية 28 على خده، فقد كان دوره صغيرا وثانويا.

Leave A Reply

Your email address will not be published.