مسرحية “مورفين” لسوسن شوربا ويحيى جابر ترفع شعار “تحدي آلام السرطان بالأمل”
ابتداءً من يوم غدٍ الجمعة ولغاية 25 فبراير (شباط) الحالي، تطلّ الممثلة اللبنانية سوسن شوربا على مسرح “مونو” في بيروت بمسرحية جديدة بعنوان “مورفين” من كتابة واخراج يحيى جابر..
تطل سوسن في المسرحية وحدها على الخشبة حيث تؤدي شخصيتين ، شخصية “سهير” قريبتها التي قتلَها إدمانها على الأدوية المهدّئة بسبب علاقة عاطفية سامّة، وشخصيتها هي التي لا تريد أن تلقى مصير سهير رغم إدمانها المورفين بسبب الغزو السرطانيّ.
بين الخيال المسرحي والواقع الذي تعيشه الفنانة سوسن شوربا كمريضة حقيقية بداء السرطان، تجول أحداث المسرحية، فهي مصابة بالمرض منذ 13 سنة.. بدأ معها في الثدي ثم انتقل الى العظام فالرئتين والغدد حيث هو مستقر حالياً.. ومع ذلك لم يأخذ المرض من سوسن شغفها للمسرح بل “غيّر حياتها الى الأفضل” كما تقول في حديث صحفي .. مضيفة :”بسبب السرطان أعدت المسرح الى حياتي بعد فترة إنقطاع.. فمنعني بالمسرح تمنحني قوة خارقة”.
ويرفع الثنائي يحيى جابر وسوسن شوربا في تعاونهما المسرحي شعار “تحدي الألم بالأمل” .. فهل يكتب لعملهما النجاح والإقبال؟
تجيب عن هذا التساؤل بمثل ما قالت في حوارها الصحفي مع “الشرق الاوسط” : الضحك في مسرحيتي “مورفين” مضمون بما ان المسرحية غرائبية ، والغرابة فيها ناتجة عن الهذيان العبثي الذي اجسّده في الشخصيتين اللتين ألعبهما”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تصطحب فيها سوسن المرض معها إلى المسرح، لكنْ بين مسرحيّتَي “فولار” و”مورفين” اختلافٌ كبير. في الأولى، تناهى بكاء المتفرّجين إلى مسامع الممثلة وهي تؤدّي دورها، أما هذه المرة فهي تضرب لهم موعداً مع الضحك.
ولم تطل سوسن شوربا على المسرح حليقة الرأس، بل بشعرٍ مستعار، تجنّباً لإثارة المشاعر واستفزاز الحضور وحفاظاً على الهويّة الكوميديّة للعمل.
وتؤكد ان رهانها كبير على مسرحيّة ربما تنقذها من إدمانها على المورفين، والذي فرضته عليها الآلام المبرّحة. لقد أخذت على عاتقها التخفيف من جرعات الدواء. “من أجل (مورفين)، أتحمّل عواقب ألم التخلّص من المورفين. خفّفت الكمية من 40 إلى 5 مليغرام يومياً، وأشعر بأن المسرحيّة ستشفيني منه تماماً”، حسبما أخبرت زميلتنا كريستين حبيب . وليس في هذا الكلام مبالغة وهي التي قالت أنها قررت تحدي الألم بالأمل.
كلام رائع لفنانة تستحق ان تحظى مسرحيتها بتشجيع كبير.