10 سنوات على رحيل عمر الشريف .. أيقونة السينما العربية الذي إقتحم العالمية ثم رحل مفلساً!

0 53

 

في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات، رحل النجم العالمي عمر الشريف، أحد أبرز وجوه السينما المصرية والعربية، والذي لم يكتفِ بتألقه المحلي، بل شق طريقه ببراعة نحو العالمية، ليصبح اسمًا لامعًا في هوليوود ومختلف العواصم السينمائية الكبرى.

ولد عمر الشريف عام 1932 بمدينة الإسكندرية، لأسرة ميسورة الحال، فوالده كان تاجر أخشاب من أصول لبنانية، ووالدته سورية تنتمي لعائلة ذات مكانة إجتماعية مرموقة. ورغم نشأته في بيئة بعيدة عن الفن، فإن موهبته وجاذبيته الاستثنائية لم تفلت من عين صديقه المخرج يوسف شاهين، الذي كان زميل دراسته في كلية فيكتوريا، إذ رأى شاهين فيه النجم الذي يبحث عنه لفيلمه الجديد، فسافر إليه في الإسكندرية ليصطحبه إلى القاهرة، ويبدأ معه أولى خطواته الفنية من خلال فيلم “صراع في الوادي” عام 1954، أمام النجمة فاتن حمامة.. إلا أن ذاك اللقاء الفني لم يكن عابرًا، بل تحوّل إلى قصة حب وزواج جمع بين اثنين من أعظم نجوم السينما المصرية، وتوّجا مشوارهما بخمس من أروع الأفلام:

  • صراع في الوادي (1954)
  • صراع في الميناء (1956)
  • لا أنام (1957)
  • سيدة القصر (1958)
  • نهر الحب (1960)

وتُعد هذه الأعمال من علامات السينما الكلاسيكية، التي ما زالت تحتفظ ببريقها حتى اليوم.

ومن أفلامه أيضا في السينما “المماليك” مع نبيلة عبيد، “حسن ومرقص وكوهين” مع عادل إمام، “احنا التلامذة” مع أحمد رمزي وسعاد حسني، “إشاعة حب”، “في بيتنا رجل” مع زبيدة ثروت، “أرض السلام”،” المواطن مصري”، وآخر أفلامه “الأراجوز” إخراج هاني لاشين وبطولة مرفت أمين

وللدراما قدم عمر الشريف الفيلم التليفزيوني “أيوب” مع فؤاد المهندس ومديحة يسري، كما قدم مسلسل “حنان وحنين” عام 2007 مع حنان ترك وأحمد رمزي، وهو المسلسل الوحيد الذي قدمه للتلفزيون.

لكن عالم عمر الشريف لم يتوقف عند حدود السينما المصرية، فقد خطف أنظار العالم بدوره في فيلم “Lawrence of Arabia”(لورنس العرب) عام 1962، الذي رشح عنه لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد، ليصبح بذلك أول فنان عربي يُرشح لتلك الجائزة العالمية، كما فاز عن نفس الفيلم بجائزتي غولدن غلوب: أفضل ممثل مساعد وأفضل وجه صاعد لعام 1963.

واصل عمر الشريف مشواره العالمي، وحقق نجاحًا مدويًا في فيلم “Doctor Zhivago” عام 1965، الذي فاز عنه بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل في دور درامي. كما شارك في أفلام هامة مثل:

  • “Funny Girl” مع النجمة باربرا سترايسند
  • “The Night of the Generals”
  • “Mackenna’s Gold”

وفي عام 2003، عاد إلى جذوره الفنية والروحية من خلال فيلم “السيد إبراهيم وأزهار القرآن” للمخرج الفرنسي فرانسوا ديبرون، والذي جسد فيه دور مسلم مسنّ يتبنى شابًا يهوديًا، في رسالة إنسانية مؤثرة عن التعايش وقيم التسامح، ونال عنه جائزة سيزار كأفضل ممثل.

ولم تتوقف تكريماته عند الجوائز التمثيلية، بل حصد جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي عن مجمل أعماله، وتم تكريمه بجائزة مشاهير فناني العالم العربي عام 2004، تكريمًا لإسهاماته في السينما العربية والعالمية.

ورغم الشهرة العالمية، ظل عمر الشريف فخورًا بأصوله العربية، وكان يتحدث دائمًا عن حبه لمصر واعتزازه بهويته، وتوفي في 10 يوليو 2015 عن عمر يناهز 83 عامًا، لكن إرثه الفني ما زال حيًا في قلوب محبيه.

ومع بداية السبعينيات-  نتيجة لشهرته ونجاحه عالميا – استعان بـ عمر الشريف مجموعة من المخرجين العالميين في أفلامهم فقدم: الوادي الأخير، بذور التمر الهندي عام 1974، النمر الوردي يضرب مجددا، روك القصبة، السر، المحارب الثالث عشر، السيد إبراهيم، وغيرها، مما زادته شهرة عالمية كبيرة.

عمر الشريف لم يكن مجرد ممثل، بل كان جسرًا بين الشرق والغرب، بين المحلية والعالمية، وواحدًا من القلائل الذين استطاعوا أن يحملوا وجوههم الشرقية وموهبتهم الكبيرة ليصنعوا منها أسطورة خالدة في تاريخ الفن.

ونظرا لتمثيل عمر الشريف في أفلام مع ممثلين عالميين من اليهود وينتمون إلى غسرائيل، كانت مسيرته مليئة بالانتكاسات وتوجيه الاتهامات إليه، فعندما شارك في شراء كازينو فى فرنسا لتأمين معيشته انتهت بمأساة، حيث صادرت السلطات الفرنسية الكازينو تسديدا للضرائب المتراكمة عليه، وقاطعت بعض الدول العربية أفلامه بتهمة انتمائه إلى إسرائيل.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.