بطلب من رئيس الجمهورية.. لبنان يغيّر اسم جادة حافظ الأسد الى زياد الرحباني
تجاوباً مع دعوة نشطاء ومثقفون ، بينهم نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، لإطلاق اسم الفنان زياد الرحباني على شارع من شوارع الحمراء التي عاش فيها الفنان الراحل لسنوات.. أعلنت الحكومة اللبنانية، برئاسة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خلال اجتماعها امس الثلاثاء، تغيير اسم أوتوستراد “حافظ الأسد”، الممتد من مطار بيروت الدولي وصولًا إلى نفق سليم سلام،ليحمل اسم الفنان والموسيقي اللبناني الراحل زياد الرحباني، في خطوة رسمية تحمل دلالات ثقافية عميقة، أعلنها وزير الإعلام اللبناني بول مرقص.
وقال وزير الاعلام اللبناني عقب اجتماع مجلس الوزراء ، ان رئيس الجمهورية جوزاف عون هو الذي تقدم بطلب للمجلس بهذا التعديل، مشيراً الى ان المجلس طلب من وزير الداخلية إتمام الاجراءات اللازمة بهذا الشأن.
وقد أشعل قرار إطلاق اسم الفنان زياد الرحباني على جادة تحمل إسم الرئيس الراحل حافظ الأسد “حرباً إعلامية” على مواقع التواصل بين محبي الفنان والملحن زياد الرحباني في لبنان.
وفيما رحّب العديد من محبي زياد بتلك الخطوة، تكريماً لـ “إبن فيروز”، إنتقد البعض الآخر القرار، لاسيما أن تلك المنطقة لا ترتبط عاطفيا بذكر زياد الذي عاش أغلب حياته في منطقة الحمرا الشهيرة ببيروت.. بينما رأى آخرون أن تغيير جادة كانت لرئيس سوري راحل، لا يليق بزياد.
أما البعض من مؤيدي النظام السوري السابق والمدافعين عنه، فروأو أنه لا يحق للحكومة تغيير اسم جادة أو شارع، إنما تعود هذه الصلاحية للبلديات حصرا بموجب القوانين. فقد إعتبر المحلل السياسي الشهير فيصل عبد الساتر على سبيل المثال، بتغريدة على حسابه في إكس أن “ما قررته الحكومة بتغيير اسم جادة الرئيس حافظ الأسد إلى أي اسم آخر مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه ناتج عن كيدية سياسية ولن نقبل بهذا الأمر وندعو بلدية الغبيري إلى رفضه”.
في حين رحّب النائب مارك ضو بالقرار، مشددا على أن “طرقات لبنان رمز هويتنا اللبنانية” حصراً.
ويأتي هذا القرار في إطار التقدير الكبير الذي تكنّه الدولة اللبنانية لكبار المبدعين والقامات الفنية التي أثْرت الفن اللبناني بإسهامات استثنائية، وقد تجلّى هذا التقدير في حضور رئيس مجلس الوزراء نواف سلام مراسم تشييع جثمان الراحل زياد الرحباني الأسبوع الماضي، حيث قدّم واجب العزاء باسم رئيس الجمهورية إلى السيدة فيروز.
كما حرصت السيدة نعمت عون، عقيلة رئيس الجمهورية، على مواساة الفنانة فيروز في فقدان نجلها الموسيقار الراحل، في لحظات وثّقت مدى الاحترام العميق الذي توليه الدولة اللبنانية لاثنين من أبرز رموزها الثقافية، الراحل زياد الرحباني ووالدته الفنانة فيروز.
وبحسب تقارير إعلامية، تعمل السلطات اللبنانية منذ يناير/كانون الثاني 2025 على تنفيذ خطة لتغيير أسماء عدد من الطرق والساحات التي كانت تحمل أسماء مرتبطة برموز النظام السوري السابق، وفي مقدمتها اسم الرئيس الراحل حافظ الأسد. وكان تغيير اسم “جادة حافظ الأسد” مطروحًا ضمن هذه الخطة منذ انطلاقتها، إلا أن التنفيذ تأخر بسبب اعتراضات من بعض بلديات الضاحية الجنوبية، التي أبدت تحفظًا على القرار في ذلك الوقت.