“فلسطين 36” يحوّل عرض الجالا في تورونتو إلى رسالة دعم لفلسطين.. وظافر العابدين يتفاعل بمنشور مؤثر

0 12

شهد عرض “الجالا” لفيلم “فلسطين 36” للمخرجة آن ماري جاسر، ضمن فعاليات مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، تفاعلا واسعا من الجمهور تخللته هتافات مؤيدة لفلسطين. وشارك أبطال العمل، من بينهم ظافر العابدين، صالح بكري، وياسمين المصري، في وقفة رمزية على السجادة الحمراء، رافعين لافتات وشعارات تطالب بإنهاء الحرب على قطاع غزة.

وفي لفتة مؤثرة، ظهر الممثل كريم داود عناية وهو يحمل كيسا شفافا يحتوي على كاميرا ملطخة بدماء رمزية وشالا فلسطينيا، ما أثار انتباه الحضور وعدسات المصورين.

كما حضر الإعلامي باسم يوسف، الذي عبّر في تصريحات صحفية عن فخره بالمشاركة، مؤكدا أنه جاء خصيصا لدعم الفيلم والوقوف إلى جانب التجربة. وأشاد بالجهد المبذول في إنجاز العمل، واصفا إياه بأنه مشروع مهم على أكثر من صعيد.

يشارك فيلم “فلسطين 36” في الدورة الـ50 من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي خلال سبتمبر/أيلول الجاري، وقد تم اختياره لتمثيل فلسطين في سباق جوائز الأوسكار الـ98 ضمن فئة أفضل فيلم دولي، المقرر تنظيمها في 15 مارس/آذار 2026.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان إن هذا الترشيح يجسد قدرة السينما الفلسطينية على حمل الرواية الوطنية والدفاع عن الهوية في وجه محاولات الطمس والإبادة. وأوضح أن الفيلم قدّم صورة جوهرية للقضية الفلسطينية باعتبارها شكلا من أشكال العنف الاستعماري المدعوم خارجيا، مع الحفاظ على مستوى فني رفيع يضع فلسطين في مكانة مميزة على الخريطة السينمائية العالمية.

وأوضحت المخرجة آن ماري جاسر أن رغبتها في إنجاز فيلم “فلسطين 36” ارتبطت منذ البداية بفكرة العودة إلى ثورة عام 1936، لكن من زاوية إنسانية قريبة من تفاصيل الحياة اليومية، عبر شخصيات عادية تجد نفسها أمام مواقف أكبر من قدرتها على الاختيار. وأشارت إلى أن العمل يحاول التقاط تلك اللحظات الفارقة التي يُدفع فيها الإنسان لاتخاذ قرار يغيّر مسار حياته إلى الأبد.

وأضافت في بيان أن تجربة صناعة الفيلم كانت الأصعب في مسيرتها، معتبرة أن العام الماضي، الذي طُبع بالمجازر والعنف، تزامن مع إنجاز عمل تشكل بروح جماعية، وصنع من تعاون وحب وإصرار لا يمكن وصفه بالكلمات.

فيلم “فلسطين 36” إنتاج مشترك بين فلسطين وقطر وبريطانيا وفرنسا والدانمارك والسعودية والأردن، ويشارك في بطولته الممثل البريطاني الحاصل على الأوسكار جيرمي آيرونز، والممثلة الفلسطينية هيام عباس، إلى جانب كامل الباشا، وصالح بكري، وياسمين المصري، وجلال الطويل، وظافر العابدين.

من جانبه ، عبّر الفنان التونسي ظافر العابدين عن سعادته الكبيرة لمشاركته في فيلم “فلسطين 36″، وأعرب عن فخره بمشاركته في هذا العمل الهام. وقال في منشور له على حسابه الرسمي في منصة “إنستغرام”: فخور جدًا بكوني جزءًا من فيلم “فلسطين 36”. وقال: شكرًا جزيلًا لكل من ساهم في الفيلم، من طاقم عمل إلى ممثلين رائعين بقيادة المبدعة آن ماري جاسر. كانت رحلة طويلة وشاقة لصانعي الفيلم، لكن النتيجة مميزة للغاية.

يروي فيلم “فلسطين 36” قصة الثورة الفلسطينية ضد الحكم البريطاني في عام 1936، في سياق تاريخي مؤلم ومعقد. ويعكس الأحداث التي شهدتها فلسطين خلال تلك الحقبة. ويتناول الفيلم حياة “يوسف”، الشاب الذي يجد نفسه عالقًا بين واقع قريته الريفية المتواضع وصخب مدينة القدس التي تعيش أجواء مشحونة من التوترات السياسية والاقتصادية.

وحرص طاقم العمل على السجادة الحمراء في مهرجان تورنتو، على تقديم رسالة دعم قوية لفلسطين من خلال وضع شارات علم فلسطين على ملابسهم. وفي لفتة تضامنية، حمل الممثل كريم داود حقيبة تحتوي على كاميرا وشال فلسطيني، مغطى بالدماء، إحتجاجاً على مقتل عدد من الصحفيين الفلسطينيين خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة. كما كان حضور المخرجين والممثلين من أبرز لحظات العرض، حيث وقف طاقم العمل بقيادة آن ماري جاسر، إلى جانب المنتج أسامة بدراوي، والممثلين صالح بكري، ظافر العابدين، هيام عباس، ياسمين المصري، بيلي هاول، وروبرت أرامايو، على السجادة الحمراء، مؤكدين دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية في كل عرض.

وتعد آن ماري جاسر، مخرجة الفيلم، واحدة من أبرز الأصوات السينمائية في فلسطين والعالم العربي. فهي أول امرأة فلسطينية تقوم بإخراج فيلم روائي طويل، حيث لاقى فيلمها الأول “ملح هذا البحر” عام 2008 إشادة دولية. ومن خلال “فلسطين 36″، تواصل جاسر تقديم رؤيتها الفنية المتميزة حول الصراع الفلسطيني، مستخدمة السينما كوسيلة قوية لنقل مشاعر وأحلام الشعب الفلسطيني إلى العالم.

********************************(إيمان كمال – الجزيرة + الوكالات)

Leave A Reply

Your email address will not be published.