تصدّر خبر تسليم الفنان فضل عبد الرحمن شمندر، الشهير فنياً باسم فضل شاكر ، نفسه لمخابرات الجيش اللبناني مساء السبت، كافة الأخبار والأحداث، لما تنطوي عليه تفاصيل هذا الخبر ، حيث يأتي تسليم شاكر نفسه في موازاة بدء عمل اللجنة القضائية اللبنانية – السورية، بحثها بالملغات العالقة بين البلدين، وعلى رأسها ملف السجناء في لبنان، وقضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، واعادة النازحين الى بلادهم ، والتي من ضمنها قضية فضل شاكر و”قائده الروحي” الشيخ (السجين) أحمد الأسير التي تعود الى العام 2012 !!
يأتي تسليم فضل شاكر نفسه الى مخابرات الجيش، بعدما أمضى أكثر من 12 عاماً متوارياً داخل مخيم اللاجئين الفلسطينيين ، وصدرت خلالها أحكام بالسجن بحقه على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب.
وقد سلّم الفنان صاحب الغناء (الرومنسي!!) نفسه للجيش اللبناني عند حاجز الحسبة على مدخل مخيّم عين الحلوة الذي كان متوارياً داخله طوال تلك السنوات ، قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، وذلك “كمقدمة لإنهاء ملفه القضائي”.
وذكر شهود لوكالة رويترز أن شاكر “مشى من مخيم عين الحلوة إلى حاجز للجيش قرب الحسبة في صيدا، وكان مرتاحا وغير مضطرب ويتحدث إلى أصحابه بتفاؤل!”
وأضاف الشهود أن ثلاثة ضباط من الجيش اللبناني تسلموه تمهيدا للبدء في استجوابه لاحقاً. وقد بوشر التحقيق معه بالفعل بعد ساعات قليلة من تسليم نفسه.
وحسبما قال مسؤولان أمنيان وقضائيان لوكالة “الأسوشيتد برس”، فإن عملية تسلم شاكر، جاءت بعد تنسيق بين وسطاء ومسؤولين في وزارة الدفاع اللبنانية.
وأوضح المطلعون انه بعد إحتجاز شاكر لدى السلطات اللبنانية، ستسقط تلقائياً الأحكام التي صدرت بحقه أثناء هروبه وسيجري استجوابه استعدادا لمحاكمته بتهم جديدة بارتكاب جرائم ضد الجيش.
ونقلت “فرانس برس” أن صاحب أغنية “كيفك ع فراقي” “مؤمن ببراءته ويثق باستقلالية القضاء اللبناني الذي سينصفه هذه المرة”.
وكانت المحكمة العسكرية اللبنانية، برأت فضل شاكر في شهر يوليو/ تموز 2018، من تهمة الإرهاب وقتال الجيش اللبناني، في أحداث معركة عبرا الشهيرة التي جرت عام 2013، وهي التهمة الأساس في القضية حيث حصل فضل على حكم البراءة الذي توصلت إليه المحكمة العسكرية في لبنان، بعد أن أجرت تحقيقات شاملة مع المشاركين في أحداث عبرا، وبعد الاستماع إلى شهادة أشخاص شاركوا في المعركة من الجيش اللبناني، ومن مجموعة أحمد الأسير، حيث لم يتم الإشارة من قبل أي من الطرفين إلى وجود فضل شاكر قبل وأثناء وبعد المعركة، فضلاً عن عدم ظهوره في تسجيلات الفيديو التي صورها الجيش اللبناني لأحداث المعركة.
وتعود أزمة فضل شاكر الى العام 2012 عندما اعلن إعتزاله الغناء وانضمامه الى جماعة الشيخ أحمد الأسير ومناصرته الثورة السورية ضد نظام بشّار الأسد، وعلى أثر “معركة عبرا” التي وقعت بين الجيش اللبناني وجماعة الأسير في 23 يونيو (حزيران) 2013، لجأ شاكر إلى مخيم عين الحلوة الواقع ضمن مدينة صيدا هرباً من توقيفه وملاحقته، وعندها قامت دعاوى قضائية طاردته، واتهمته بـ”الاشتراك مع الأسير في تشكيل عصابة مسلحة وقتال جنود الجيش اللبناني”.
وبحسب الملفات القضائية التي تلاحق شاكر، سيخضع لمحاكمة علنية في 5 قضايا مقامة ضده، صدرت بموجبها أحكام غيابية، بعدما عدَّه القضاء العسكري فارّاً من العدالة، وتراوحت العقوبات التي نالها ما بين 5 و15 عاماً أشغالاً شاقة. وستسقط هذه الأحكام الغيابية، بعد تسليم نفسه وبموجب “تسوية” خاصة. كما يمكنه تمييز الحكم النهائي في حال لم يكن الحكم لصالحه.
وكان شاكر (56 عاما) أصدر قبل بضعة أسابيع بياناً تحدث فيه عن التهم الموجهة إليه وقال: “بالنسبة إلى التُهم الملفقة، فإنني أوضح أنه قبل دخولي مخيم عين الحلوة لم يكن قد صدر بحقي أي مذكرة أو حكم، وعندما دخلت المخيم هرباً من التهديد بالقتل، انهالت عليّ الوثائق والأحكام من دون أن يكون هناك مبرر قانوني”. وأضاف: “أنا بريء، والقضاء صدَّق غيابياً حكم براءتي من الاقتتال مع الجيش والحكم منشور على وسائل الإعلام”. مؤكداً: “أنا بريء، وظُلِمت لأكثر من 13 سنة، ولُفِّقت التهم المنسوبة إليّ في محاولة للتضييق عليّ، ظناً من البعض أنهم قادرون على القضاء عليّ وعلى فني”.
وكشف فضل شاكر عن عمليات ابتزاز تعرّض لها مادياً، وقال في بيانه: “تعرضت من بعض المسؤولين في بعض الأجهزة الرسمية للابتزاز المالي، فمنهم من طلب مليوني دولار، ومنهم من طلب 5 ملايين، ومنهم من طلب عقاراتي وأملاكي لقاء حصولي على براءة أنا أصلاً حاصلٌ عليها”، مشيراً إلى أن “أموال عائلته وأولاده لا تزال محجوزاً عليها رغم ثبوت ملكيتها لهم بالمستندات”، واعداً جمهوره بإصدارات فنية مقبلة أجمل، ومؤكداً: “لن أتوقف عن الفن”.
وتبقى الأنظار متجهة نحو ما ستؤول إليه قضية فضل عبد الرحمن شمندر ، وسط تساؤلات في الأوساط الفنية بعد سنوات من العزلة والملاحقات .. وكان قد عاود نشاطه الفني وأطلق عدداً من الأغاني من مكان تواريه في مخيم عين الحلوة على مدار السنوات الأخيرة .
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن فضل سيمثل غداً الثلاثاء أمام القضاء العسكري، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية. في حين كشفت مصادر مواكبة للقضية ، أن محامية شاكر، اماتا مبارك والفريق القانوني له، يعتزم الطلب من المحكمة العسكرية “إعادة محاكمته من نقطة الصفر”، بالنظر إلى أنه “بعد تسليم نفسه، تعتبر كل الأحكام الغيابية الصادرة بحقه لاغية”.

اترك تعليقاً