اتحاد الكتّاب العرب في سورية يفصل رفعت الأسد وبثينة شعبان وآخرين.. وايمن زيدان وفنانون سوريون ينتفضون

في خطوة “سياسية” متوقعة وغير مستغربة ، أصدر اتحاد الكتّاب العرب في سورية قراراً بفصل 13 عضواً من عضويته، بينهم شخصيات سياسية وثقافية بارزة، على خلفية ما وصفه الاتحاد بـ”مخالفة مبادئه الأساسية والخروج عن ثوابته الوطنية والقومية”.

وأوضح البيان أن القرار صدر بعد اجتماع لمكتبه التنفيذي في دمشق، وتمت المصادقة عليه استناداً إلى النظام الداخلي للاتحاد، الذي يجيز إسقاط العضوية عن الأعضاء الذين “يتورطون في مواقف معادية للوطن أو للأمة العربية أو يتجاوزون قيم المهنة”.

وجاء قرار الفصل بعد ساعات من تسلّم الدكتور أحمد جاسم الحسين مهامه الجديدة رئيسًا لاتحاد الكتّاب العرب، حيث شملت قائمة الفصل 13 شخصية سورية، من بينهم شخصيات معروفة مثل رفعت الأسد، المفصول أساسًا منذ عام 2011، وبثينة شعبان وخالد العبود، بالإضافة إلى حسن م يوسف.

وتضم قائمة الأعضاء المفصولين كلاً من: رفعت الأسد، بثينة شعبان، بشار الجعفري، خالد العبود، علي الشعيبي، خالد الحلبوني، طالب إبراهيم، خليل جواد، نهلة السوسو، رجاء شاهين، حسن أحمد حسن، سعد مخلوف، حسن م. يوسف.

وأشار الاتحاد إلى أن القرار جاء “في ضوء مراجعة عضوية عدد من الأعضاء الذين لم يلتزموا بميثاق الاتحاد وسياسته الثقافية”.

ولم يوضح القرار تفاصيل محددة حول أسباب فصل كل عضو على حدة، إلا أن وسائل إعلام سورية مستقلة ربطت القرار بمراجعة شاملة لأوضاع العضوية، في ضوء “رغبة الاتحاد في إعادة تنظيم صفوفه وفتح الباب أمام عودة من التزموا بالنهج الثقافي العام”.

إلا ان قرار اتحاد الكتّاب العرب في سوريا بفصل عدد من أعضائه، من بينهم الكاتب والسيناريست البارز حسن م. يوسف، أثار موجة واسعة من الجدل في الأوساط الثقافية والإعلامية، وسط تضارب الآراء بين مؤيد ومعارض، وتعليقات لافتة من فنانين وإعلاميين.

ومن أبرز الردود، جاء تعليق الفنان السوري أيمن زيدان، الذي عبّر عن استيائه من القرار، قائلًا عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: “للتذكير فقط، فإن حسن م. يوسف هو القاص والصحفي والأديب الحر، الذي كان مسكونًا بهموم وأوجاع البسطاء والمقهورين، طوال رحلته الأدبية والصحفية التي تقارب نصف قرن من الشغف والإنجاز”.

وأشار زيدان إلى إسهامات يوسف في الدراما السورية، قائلاً إنه كان من أوائل من نقلوا الدراما السورية إلى خارج حدود الوطن، عبر رائعته “نهاية رجل شجاع” المأخوذة عن رواية حنا مينه، كما أنه من أبرز من تناولوا التاريخ النضالي السوري في أعماله التلفزيونية، ومنها “أخوة التراب” بجزأيه و”ملح الحياة”.

وأضاف زيدان أن يوسف “رصد نضال المطران كابوتشي في مسلسل “حارس القدس”، وطرح أسئلة ساخنة في أعمال مثل “صلاح الدين وسقف العالم”، مشيرًا كذلك إلى دوره الأكاديمي كأستاذ لتدريس السيناريو في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث أسهم في تخريج أجيال من الكتّاب الشباب.

وانتقد محمد حداقي قرار فصل يوسف بحدة، كاتباً: “حسن م. يوسف القامة، البلاغة، الحضور، الاهتمام، النبوغ، المعرفة، التفكير، شكراً لكم أبليتم حسناً في مشروع التسطيح المستمر، أبليتم حسناً في تعميق الجهل ويبدو انه في عالمكم هكذا تورد الابل”.

وتابع: “لا بأس عليكم فإن عالمه وعلمه ومشروعه بعيدة عن مشاريعكم. سنحدث أبناءنا وسيكون المشوار طويلاً معكم، لا عشنا و لا عاشت ضمائرنا ان كانت ستخذلنا بكم”.

وفي منشور طويل، تساءل مصطفى الخاني: “هل هكذا نكرّم مبدعينا”؟، مضيفاً: “لا أعرف لماذا لدى بعض السوريين إصرار على عدم التعلم من الأخطاء السابقة (…) فهل قُدِّرَ على السوريين لعنة أن كل من سيعتلي منصباً سيقوم بإقصاء قسم من السوريين؟”.

وأشار إلى دفاع يوسف عن شخصيات اعتبرتها الدولة معارضة إبان حكم بشار الأسد، على غرار أسماء كفتارو والدكتور محمد حبش.

وتابع: “إن كان للاستاذ حسن رأي أو موقف ما لايعجب البعض فمن المعيب أن يكون الرد بالإقصاء والفصل، إن كان هناك خطأ جسيم فالجهات القضائية المختصة يفترض هي من تسأل وتحاسب وليس المؤسسات الابداعية أو الفنية أو الثقافية”.

من جهتها، كتبت الإعلامية عزة الشرع منشورًا عبر فيسبوك تدافع فيه عن القرار، مشيرة إلى أن يوسف هو كاتب سيناريو فيلم “رجل الثورة”، الذي أخرجه نجدت أنزور عام 2018 لصالح المؤسسة العامة للسينما، والذي “اتهم فيه الخوذ البيضاء بفبركة مشاهد تمثيلية للإصابات، واعتبر أن الثوار هم من استخدموا السلاح الكيميائي”، بحسب تعبيرها.

ويُعد حسن م. يوسف من أبرز كتّاب الدراما والمقالة في سوريا، وواحدًا من الأصوات المثيرة للجدل في المشهد الثقافي، بالنظر إلى مواقفه السياسية والإنسانية التي انعكست في أعماله الدرامية والصحفية على حد سواء. وقد ساهم عبر مسيرته في كتابة أعمال شكلت ذاكرة درامية لدى الجمهور العربي، وطرح من خلالها رؤى تاريخية وإنسانية عن سوريا والمنطقة، فضلًا عن جهوده في المجال الأكاديمي والتعليم الفني.

 

 


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *