• دائماً بالآخر في آخر .. في وقت فراق ..
- لبنان من دون زياد الرحباني.. وفيروز تلقي نظرة الوداع الأخيرة!
عند الرابعة من بعد ظهر اليوم ، يحتفل بالصلاة لراحة نفس الفنان المبدع زياد الرحباني، في كنيسة رقاد السيدة ، على ان تقبل التعازي قبل الدفن وبعده في صالون الكنيسة بدءاً من الحادية عشرة من قبل الظهر لغاية السادسة مساء.. ويوم غد الثلاثاء ، تقبل التعازي أيضاً في صالون الكنيسة، بدءاً من الحادية عشرة من قبل الظهر لغاية السادسة مساء.
وكان موكب زياد الرحباني شق مساره صباح اليوم من مستشفى خوري في شارع الحمراء الى بكفيا، حيث سيوارى الثرى في بلدته المحيدثة، على وقع تصفيق المحبّين ونثر الزهور ودموع الحزن والإنكسار لفراقه، بعد عمر قضاه في كنف والدته الثكلى .. الأيقونة فيروز.. لكن دايما بالآخر في آخر .. في وقت فراق….
وهكذا يودع لبنان اليوم الإثنين 28 تموز الفنان القدير زياد الرحباني حيث ستُقام الصلاة لراحة نفسه عند الساعة 4 من بعد الظهر في كنيسة رقاد السيدة العذراء. وكشفت مصادر أن زياد لم توافه المنية في مستشفى BMG (مستشفى فؤاد خوري) في منطقة الحمرا، على عكس ما ذكرته معظم التقارير الإعلامية، بل رحل عن عالمنا في منزله صباح السبت، ثم تم نقله إلى المستشفى مفارقاً الحياة.
وتواجد أمام مدخل المستشفى عدد كبير من الفنانين والاعلاميين والناشطين ومحبي الموسيقار الكبير ، وحرصوا طوال الوقت على التصفيق له تقديراً لمسيرته الفنية وعبقريته في تقديم اجمل الألحان والأغاني للسيدة فيروز وغيرها من النجوم، إضافة الى المسرحيات المهمة التي تحاكي الواقع اللبناني بكل مراحله ومشاكله، وقد حملوا صوره والورود لوداعه، في لفتة شعبية عفوية غير مجهزة ومنظمة من قبل عائلة الراحل.
وقبل قليل وصلت السيدة فيروز الى الكنيسة لالقاء نظرة الوداع الأخيرة على نجلها الذي كان رفيق دربها فنياً لعقود، ولتقبل العزاء بالراحل الغالي … فيما تقدمت شقيقتها الفنانة هدى حداد الحاضرين في الكنيسة التي وصل اليها النعش لإلقاء نظرة الوداع عليه قبل ان تقام الصلاة لراحة نفسه.
وكان رئيس الجمهورية جوزف عون من المبادرين الى نعي الفنان زياد الرحباني ، بكلمات مؤثرة جاء فيها :”زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة. وأكثر، كان ضميرًا حيًّا، وصوتًا متمرّدًا على الظلم، ومرآةً صادقة للمعذبين والمهمّشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة. ومن خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها. لقد كان زياد امتدادًا طبيعيًا للعائلة الرحبانية التي أعطت لبنان الكثير من نذر الجمال والكرامة، وهو ابن المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجّه لها اليوم أصدق التعازي، وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل، تشاركها ألم فقدان من كان لها أكثر من سند. كما نعزي العائلة الرحبانية الكريمة بهذه الخسارة الكبيرة “.
وأضاف فخامة الرئيس :”ان أعمال زياد الكثيرة والمميزة ستبقى حيّة في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكّرهم بأن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا. فليرقد زياد الرحباني بسلام، ولتبقَ موسيقاه ومسرحياته النابضة بالذاكرة والحياة، نبراسًا للحرية ونداء للكرامة الإنسانية”.
بدوره ، نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الفنان زياد الرحباني : “لبنان من دون “زياد” اللحن حزين.. والكلمات مكسورة الخاطر …والستارة السوداء تُسدل على فصل رحباني إنساني ثقافي فني ووطني لا يموت”.
وأضاف: “أحر التعازي للعظيمة “فيروز” لآل الرحباني وكل اللبنانيين برحيل الفنان المبدع زياد الرحباني الذي جسد لبنان “الحلو” كما أحبه فنظمه قصيدة وعزفه لحناً وأنشده أغنية وداعاً زياد”.
من جهته، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة “إكس:
“بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانًا مبدعاً استثنائيًّا وصوتًا حرًّا ظلّ وفيًّا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسّد التزامًا عميقًا بقضايا الإنسان والوطن”.
وأضاف: “من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود. بصراحته الجارحة، زرع وعيًا جديدًا في وجدان الثقافة الوطنية.أتقدّم من القلب بأحرّ التعازي لعائلته، ولكل اللبنانيين الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم”.
أما وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، فكتب:”كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان او في الخارج الى مجرد افكار بالية لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانياً مبدعا سنبكيه بينما نردد اغنيات له لن تموت”.
ونعى الرئيس سعد الحريري الفنان زياد الرحباني، وكتب عبر حسابه على منصة “اكس”: “برحيل زياد الرحباني، يخسر لبنان قيمة فنية وموسيقية عالمية. احر التعازي لعائلته وبخاصة للسيدة والدته فيروز، اطال الله بعمرها”.
كما نعى عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة الفنان الراحل بكلمات مؤثرة: “لقد رحل أبرز رموز الزمن الجميل حيث كانت الثورة تعانق الإبداع اللبناني وتنعشه دون أن تشوهه أو تعطله”.
وأضاف: “زواج جميل عريسه زياد الرحباني ، حيث دغدغ أحلام أجيال كاملة من فيلمه الأميركي الطويل الى العنوان الذي لا زال اليوم مطروحاً: ” بالنسبة لبكرا شو”.أخشى أن يكون وداع زياد جنازاً للجمال والحرية والإبداع المتعانقين في شخص وعائلة.أحرّ التعازي لفيروز وآل الرحباني جميعاً وللبنان…”.
وكتب النائب فؤاد مخزومي على “إكس”: “رحيل الفنان المبدع زياد الرحباني خسارة كبيرة للبنان والعالم، إذ أننا برحيله فقدنا أحد أبرز صانعي الهوية الثقافية، وإرثًا موسيقيًا وأعمالًا لا تُنسى جسدت تراث الرحابنة وفن الأيقونة فيروز والتراث اللبناني الأصيل والإبداع والتجدد”.
وأبرق رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الى السيدة فيروز معزيا بوفاة نجلها الفنان زياد الرحباني.
وقال في برقيته: في هذه الاوقات العصيبة التي تمرين بها وعائلتك الكريمة بوفاة نجلك، نعبّر عن تعاطفنا معك ومواساتنا، سائلين الله ان يمنحك الصبر والسلوان.
وكتب النائب ملحم خلف عبر حسابه على منصة “اكس”: “مات زياد الرحباني. ذاك الذي إذا عزف، أحيا الروح، وإذا اعتلى الخشبة، دوّت الحقيقة، وإذا تكلّم، خاطب الضمير بلا مواربة. غاب من ناصر الفقير بالكلمة، ومن واجه المتسلّط بالسخرية، ومن خرق جدار الصمت، وتخطّى سجن الطائفية، وناضل بالفن، لا بالشعارات… بالبيانو والمسرح، لا بالمنابر. زياد… اسم لا يغيب. رحمه الله”.
وأكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص أنه “بوفاة الفنان زياد الرحباني، يخسر لبنان والعالم عموداً من أعمدة الفن اللبناني المبدع، الرائد والاستتثنائي”. وكتب عبر منصّة “إكس”: “يسقط عمود ولا يسقط هيكل الفن اللبناني الواسع الأصيل الزاخر بالطاقات المميزة، سواء الموجودة أو الصاعدة. وإن كان لبنان يزخر دائماً بهذه الطاقات الفنيّة، إلاّ أن خسارة زياد لا تعوّض”.
وختم :”أحرّ التعازي لوالدته الست فيروز ولعائلته الصغيرة وكل محبيه”.
ايضاً، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: “برحيل زياد الرحباني خسر لبنان فناناً استثنائياً. كنا نتمنى لو استطاع إعطاء طاقته الاستثنائية كلها للفن في لبنان. أحرّ التعازي لعائلته الصغيرة، لآل الرحباني، والأسرة الفنية الكبيرة في لبنان، كما للشعب اللبناني الذي سيبقى يتذكّر أعمال زياد لفترات طويلة مقبلة”.
وكتب النائب زياد الحواط عبر حسابه في “X” :”زياد الرحباني الذي فقده لبنان، شكّل في حياته حالة فنية وثقافية خاصة، وعبّر في أعماله الفنية كتابة ولحناً عن اللبناني المتعب والمقهور..سنذكره على الدوام أرزة رحبانية وصرخة الوجع والإبداع”.
وفي هذا السياق، كتب النائب ميشال معوض: “منحبّك “بلا ولا شي”وداعاً زياد الرحباني”.
الى ذلك ، نعى الفنان الراحل شخصيات سياسية وقادة كبار في الفكر والأدب والمجتمع .. وقيل فيه وعنه ما لم يُقل في والده عاصي وعمّيه منصور وإلياس .. رحمه الله.